♥♥♥♥♥♥♥♥ قصة ابكت النبي محمد صلى الله عليه وسلم
أسأل الله عز وجل أن ينفعني
وإياكم بما نقرأ
مالذي ابكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ساعةٍ ما كان يأتيه فيها متغيّر اللون،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
(( مالي أراك متغير اللون))
فقال:
يا محمد جئتُكَ في الساعة التي أمر الله بمنافخ النار أن تنفخ فيها، ولا ينبغي لمن يعلم أن جهنم حق،
و أنالنار حق،
وأن عذاب القبر حق،
وأن عذاب الله أكبر أنْ تقرّ
عينه حتى يأمنها.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
((يا جبريل صِف لي جهنم ))
قال: نعم، إن الله تعالى لمّا خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة
فاحْمَرّت،
ثم أوقد عليها ألف سنة فابْيَضّت،
ثم أوقد عليهاألف سنة فاسْوَدّت،
فهي سوداء مُظلمة لا ينطفئ لهبها ولاجمرها .
والذي بعثك بالحق، لو أن خُرْم إبرة فُتِحَ منها لاحترق أهل الدنيا عن آخرهم من حرّها ..
والذي بعثك بالحق، لو أن ثوباً من أثواب أهل النار عَلِقَ بين السماء و الأرض، لمات جميع أهل الأرض من نَتَنِهَا و حرّها عن آخرهم
لما يجدون من حرها ..
والذي بعثك بالحق نبياً ، لو أن ذراعاً من السلسلة التي ذكرهاالله تعالى في كتابه وُضِع على جبلٍ لَذابَ حتى يبلُغ الأرض السابعة ..
والذي بعثك بالحق نبياً ،
لو أنّ رجلاً بالمغرب يُعَذّب
لاحترق الذي بالمشرق من شدة عذابهاوحرّها الشديد ،
وقعرها بعيد ، و حليها حديد ، و شرابها الحميم والصديد ،
وثيابها مقطعات النيران ،
لها سبعة أبواب،
لكل باب منهم جزءٌ مقسومٌ من الرجال والنساء .
فقال صلى الله عليه وسلم: (( أهي كأبوابنا هذه ؟! ))
قال: لا ، ولكنها مفتوحة، بعضها أسفل من بعض،
من باب إلى باب مسيرة سبعين سنة،
كل باب منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، بيُساق أعداء الله إليها فإذا انتهوا إلى بابها
استقبلتهم الزبانية بالأغلال
والسلاسل، فتسلك السلسلة في فمه وتخرج من دُبُرِه ، وتُغَلّ يده اليسرى إلى عنقه، وتُدخَل يده اليمنى في فؤاده، وتُنزَع من بين كتفيه ، وتُشدّ بالسلاسل،
ويُقرّن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ،
ويُسحَبُ على وجهه ،
وتضربه الملائكة بمقامع من حديد، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أُعيدوا فيها .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( مَنْ سكّان هذه الأبواب ؟!))
فقال: أما الباب الأسفل
ففيه المنافقون،
ومَن كفر مِن أصحاب المائدة، وآل فرعون واسمه الهاوية ..
و الباب الثاني
فيه المشركون واسمه الجحيم ..
و الباب الثالث
فيه الصابئون و اسمه سَقَر ..
و الباب الرابع
فيه ابليس و من تَبِعَهُ ،
و المجوس ، و اسمه لَظَى ..
و الباب الخامس
فيه اليهود و اسمه الحُطَمَة ..
و الباب السادس
فيه النصارى و اسمه العزيز ، ثم أمسكَ جبريلُ
حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فقال له عليه السلام:
((ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ ))
فقال: فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا و لم يتوبوا .
فخَرّ النبي صلى الله عليه وسلم مغشيّاً عليه،
فوضع جبريل رأسه على حِجْرِه حتى أفاق،
فلما أفاق
قال عليه الصلاة والسلام:
(( يا جبريل عَظُمَتْ مصيبتي ، واشتدّ حزني ، أَوَيدخل أحدٌ من أمتي النار؟))
قال: نعم ، أهل الكبائر من أمتك . .
ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و بكى جبريل ..
و دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله و احتجب عن الناس ،
فكان لا يخرج إلا إلى الصلاة يصلي و يدخل و لا يكلم أحداً،
يأخذ في الصلاة يبكي و يتضرّع إلى الله تعالى .
فلما كان اليوم الثالث ،
أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب و قال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة، هل إلى رسول
الله من سبيل ؟
فلم يُجبه أحد فتنحّى باكياً. .
فأقبل عمر رضي الله عنه فوقف بالباب و قال:
السلام عليكم ياأهل بيت الرحمة،
هل إلى رسول الله من سبيل؟
فلم يُجبه أحد فتنحّى يبكي. .
فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب و قال:
السلام عليكم ياأهل بيت الرحمة،
هل إلى مولاي رسول الله من سبيل ؟
فأقبل يبكي مرة، ويقع مرة، ويقوم أخرى حتى أتى بيت فاطمة ووقف بالباب ثم
قال: السلام عليك يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكان علي رضي الله عنه غائباً ، فقال:
ياابنة رسول الله ،
إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فليس يخرج إلا إلى الصلاة فلا يكلم أحداً و لا يأذن لأحدٍ في الدخول ..
فاشتملت فاطمة بعباءةقطوانية وأقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت :
يا رسول الله أنا فاطمة ، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه و قال:
(( ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني ؟
((افتحوا لها الباب ))
ففتح لها الباب فدخلت ، فلما نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكت بكاءً شديداً لما رأت من حاله مُصفرّاً متغيراً قد ذاب لحم وجهه من البكاء و الحزن ، فقالت:
يارسول الله ماالذي نزل عليك ؟!
فقال:
(( يا فاطمة جاءني جبريل
ووصف لي أبواب جهنم ،
وأخبرني أن في أعلى بابها أهل الكبائر من أمتي ،
فذلك الذي أبكاني وأحزنني ))
قالت: يا رسول الله كيف يدخلونها ؟!
قال: (( بلى تسوقهم الملائكة إلى النار ، و لاتَسْوَدّ وجوههم ، و لا تَزْرَقّ أعينهم ،
و لا يُخْتَم على أفواههم ،
و لا يقرّنون مع الشياطين ،
ولايوضع عليهم السلاسل
والأغلال ))
قالت: يا رسول الله كيف تقودهم الملائكة ؟!
قال: (( أما الرجال فباللحى، وأما النساء فبالذوائب والنواصي .. فكم من ذي شيبةٍ من أمتي يُقبَضُ على لحيته وهوينادي:
واشَيْبتاه واضعفاه ،
و كم من شاب قد قُبض على لحيته ،يُساق إلى النار وهو ينادي:
واشباباه واحُسن صورتاه ،
و كم من امرأة من أمتي قد قُبض على ناصيتها تُقاد إلى النار و هي تنادي: وافضيحتاه واهتك ستراه ، حتى يُنتهى بهم إلى مالك ،
فإذا نظر إليهم مالك قال للملائكة:
من هؤلاء ؟
فما ورد عليّ
من الأشقياء أعجب شأناً من هؤلاء ،
لم تَسْوَدّ وجوههم ولم
تَزرقّ أعينهم و لم يُختَم على أفواههم و لم يُقرّنوا مع
الشياطين و لم توضع السلاسل و الأغلال في أعناقهم !!
فيقول الملائكة: هكذا أُمِرنا أن نأتيك بهم على هذه الحالة ..
فيقول لهم مالك:
يا معشر الأشقياء من أنتم ؟!
وروي في خبر آخر : أنهم لما قادتهم الملائكة قالوا : وامحمداه
، فلما رأوا مالكاً نسوا اسم محمد صلى الله عليه وسلم من
هيبته ، فيقول لهم : من أنتم؟ فيقولون: نحن ممن أُنزل علينا القرآن ، ونحن ممن يصوم رمضان . فيقول لهم مالك: ما أُنزل
القرآن إلا على أمة محمد _صلى الله عليه وسلم ، فإذا سمعوا اسم
محمد صاحوا : نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
فيقول لهم مالك :
أما كان لكم في القرآن زاجرٌ عن معاصي الله تعالى ..
فإذا وقف بهم على شفير جهنم، ونظروا إلى النار وإلى
الزبانية قالوا:
يا مالك ائذن لنا نبكي على أنفسنا ،
فيأذن لهم ، فيبكون الدموع حتى لم يبق لهم دموع ، فيبكون الدم ،
فيقول مالك: ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنيا، فلو كان في
الدنيا من خشية الله ما مسّتكم النار اليوم ..
فيقول مالك للزبانية : ألقوهم .. ألقوهم في النار
فإذا أُلقوا في النار نادوا بأجمعهم : لا إله إلا الله ،
فترجع النار عنهم ،
فيقول مالك:
يا نار خذيهم، فتقول :
كيف آخذهم و هم يقولون
لا إله إلا الله؟
فيقول مالك: نعم، بذلك أمر رب العرش،
فتأخذهم ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه،
ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه إلى حقويه، ومنهم من تأخذه إلى حلقه، فإذا أهوت النار إلى وجهه 2قال مالك:
لا تحرقي وجوههم فطالما سجدوا للرحمن في الدنيا،
ولا تحرقي قلوبهم
فلطالما عطشوا في شهر رمضان ..
فيبقون إلى ما شاء الله فيها ،
ويقولون: يا أرحم الراحمين يا حنّان يا منّان، فإذا أنفذ الله
تعالى حكمه قال:
يا جبريل ما فعل العاصون من أمة محمد صلىالله عليه وسلم ؟ فيقول:
اللهم أنت أعلم بهم .
فيقول انطلق فانظرماحالهم .
فينطلق جبريل عليه السلام إلى مالك و هو على منبر من نار في وسط جهنم،
فإذا نظر مالك على جبريل عليه السلام قام تعظيماً له ، فيقول له يا جبريل :
ماأدخلك هذا الموضع ؟ فيقول:
مافَعَلْتَ بالعصابة العاصية من أمة محمد ؟
فيقول مالك:
ما أسوأ حالهم و أضيَق مكانهم،
قد أُحرِقَت أجسامهم،
و أُكِلَت لحومهم،
وبقِيَت وجوههم و قلوبهم بيتلألأ فيها الإيمان .
فيقول جبريل:
ارفع الطبق عنهم حتى انظر إليهم .
قال فيأمر مالك الخَزَنَة فيرفعون الطبق عنهم، فإذا نظروا إلى جبريل
وإلى حُسن خَلقه، علموا أنه ليس من ملائكة العذاب فيقولون :
من هذا العبد الذي لم نر أحداً قط أحسن منه ؟
فيقول مالك :
هذا جبريل الكريم الذي كان يأتي محمداً صلى الله عليه وسلم
بالوحي ، فإذا سمعوا ذِكْر محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا
بأجمعهم: يا جبريل أقرئ محمداً صلى الله عليه وسلم منا
السلام، وأخبره أن معاصينا فرّقت بيننا وبينك، وأخبره بسوء
حالنا .
فينطلق جبريل حتى يقوم بين يدي الله تعالى ،
فيقول الله تعالى:
كيف رأيت أمة محمد؟
فيقول: يارب ما أسوأ حالهم وأضيق مكانهم .
فيقول: هل سألوك شيئاً ؟ فيقول: يا رب نعم، سألوني أن أُقرئ نبيّهم منهم السلام
و أُخبره بسوء حالهم .
فيقول الله تعالى :
انطلق فأخبره ..
فينطلق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درّة بيضاء لها أربعة آلاف باب، لكل باب مصراعان من ذهب ،
فيقول: يا محمد . .
قد جئتك من عند العصابة العصاة الذين يُعذّبون من أمتك في النار ، وهم يُقرِئُونك السلام ويقولون
ما أسوأ حالنا، وأضيق مكاننا .
فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى تحت العرش فيخرّ ساجداً
ويثني على الله تعالى ثناءً لم يثنِ عليه أحد مثله ..
فيقول الله تعالى : ارفع رأسك ، و سَلْ تُعْطَ ، و اشفع
تُشفّع .
فيقول:
(( يا رب الأشقياء من أمتي قد أنفذتَ فيهم حكمك
وانتقمت منهم، فشفّعني فيهم ))
فيقول الله تعالى :
قد شفّعتك فيهم ، فَأْتِ النار فأخرِج منها من قال لا إله إلا الله .
فينطلق النبي صلىالله عليه
وسلم فإذا نظر مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له
فيقول :
(( يا مالك ما حال أمتي الأشقياء ؟! ))
فيقول: ما أسوأ حالهم و أضيق مكانهم . فيقول محمد صلى الله
عليه وسلم :
(( افتح الباب وارفع الطبق)) ، فإذا نظر أصحاب
النار إلى محمد صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم فيقولون:
يامحمد ، أَحْرَقت النار جلودنا و أحرقت أكبادنا، فيُخرجهم
جميعاً و قد صاروا فحماً قد أكلتهم النار فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى نهر الحيوان ، فيغتسلون منه فيخرجون منه
شباباً جُرْدَاً مُرْدَاً مُكحّلين
وكأنّ وجوههم مثل القمر ،
مكتوب على جباههم الجهنّميون عتقاء الرحمن من النار" ،
فيدخلون الجنة فإذا رأى أهل النار أن المسلمين قد أُخرجوا
منها قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين وكنا نخرج من النار، وهو
قوله تعالى :
} رُبّمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفََرَواْ لَوْ كَانُواْمُسْلِمِينَ { [ الحجر:2 ]
*و عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(( اذكروا من النارما شئتم، فلا تذكرون شيئاً إلا وهي أشد منه ))
* و قال: (( إنّ أَهْوَن أهل النار عذاباً لَرجلٌ في رجليه
نعلان من نار ، يغلي منهما دماغه، كأنه مرجل، مسامعه جمر، وأضراسه جمر، وأشفاره لهب النيران ، و تخرج أحشاء بطنه من قدميه ، و إنه لَيَرى أنه أشد أهل النار عذاباً، و إنه مِن أهون أهل النار عذاباً ))
* وعن ميمون بن مهران أنه لما نزلت هذه الآية : }
وَ إِنَّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ { [ الحجر:43 ] ،
وضع سلمان يده على رأسه
وخرج هارباً ثلاثة أيام ، لا يُقدر عليه حتى جيء به .
اللهم أَجِرْنَا من النار ..
اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أجرنا من النار ..
اللهم أَجِر كاتب هذه الرسالة من النار ..
اللهم أجر قارئها من النار ..
اللهم أجر مرسلها من النار .. اللهم أجرنا والمسلمين من النار
آمين . . آمين . . آمين الحجاج بن يوسف والغلام
دون مقدمات .. هذه قصة رائعة جدا" ..منقوله(ملطوووشه)) من احدث المواقع .. تحتوي على كل اصناف الادب .. من شعرٍ ونثر..دارت هذه القصة بين الحجاج بن يوسف الثقفي...وبين احد الغلمان .. ممن وهبه الله قوة في الجنان ..وفصاحة في البيان ..
لين ننتهي من القصه ..اللهم قد بلغت .. اللهم فأشهد .. والان اترككم مع القصه..
قصه غلام من بني هاشم والحجاج بن يوسف الثقفــي
خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم للصيّد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟
_فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار
وكلامك كلام جبار وعقلك عقل !!!!.
فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟
فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام.
فقال الحجاج أ ويلك أنا الحجاج بن يوسف.
فقال الغلام : لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك .
فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين
فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام فرجع الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء و أهل الدولة لم يخشى منهم..
بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان.
فقال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين..
فاستوىالحجاج جالساً وكان متكئاً
فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج..
أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علىّ بن أبى طالب وأصحابه
فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك.
فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك لا قليل ولا كثير.
فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين كما تخاطب غلاماً مثلك
_يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب واحترام فهو أمير العراق والشام.
فقال الغلام : أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها"
فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟
قال : عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟
فقال الحجاج : على عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام : عبدالملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟
فقال : لأنه أخطأ خطيئةً عظيمة مات بسببها خلق كثير..
فقال بعض الجلساء اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك بن مروان.
فقال الغلام : يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟
فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه.
فقال الحجاج : اضربوا عنقه.
فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك.
فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه.
فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب.
فقال الرقاشي : أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام..
ثم التفت الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين.
فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟
فقال الغلام: من مصر.
فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين .
فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟
قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم ولا عرب.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟
قال الغلام : أنا من أهل خرسان.
فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان.
فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟
فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم بخيل.
فقال الغلام : لستُ منهم.
فقال الحجاج : من أين أنت ؟
قال : أنا من مدينة الشام.
قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان .
قال الغلام : لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : من اليمن.
فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور.
قال الغلام: ولم ذلك؟
قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب الخمر.
قال الغلام : أنا لستُ منهم.
قال الحجاج : فمن أين إذن؟
قال الغلام : أنا من أهل مكة.
فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل.
فقال الغلام : ولم ذلك ؟
قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى قوم أحبوه وأكرموه.
فقال الغلام : أنا لستُ منهم.
فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك.
فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة أنت ؟
فقال الغلام : من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة..